
أنوفيا – عندما تخطو مكادي نحاس على خشبة المسرح، يبدو وكأن العالم يتوقف للحظة. صوتها، العذب والقوي في آن، يحمل عبق تلال الأردن وثِقل حكاياته. هي لا تغني لمجرد أن تُسمع، بل لتُفهم، متجاوزة حدود اللغة والثقافة لتصل إلى قلب الجميع.
بالنسبة للبعض، هي الصوت الملائكي للأردن؛ ولآخرين، مكادي نحاس هي الروح الأردنية الدافئة المتجلية في الغناء. برقيّ وحكمة، تختار لحظاتها ومسارحها وأغانيها، موجهة دومًا بنداء أسمى: أن تحمل إرث الأردن إلى العالم بصوتها المضيء، الذي غالبًا ما يُوصف بأنه “فيروزي” لنقائه ودفئه وعمقه العاطفي، في صدى لسحر الأيقونة اللبنانية فيروز الخالد.
تقول لأنوفيا: “إرث الأردن غني، وبصفتي فنانة مسؤولة، أشعر بواجب الحفاظ على تراثنا وثقافتنا ونشرهما من خلال الوسيلة الوحيدة التي أتقنها حقًا—صوتي.”

لكن من استمع إليها يعلم أن الأمر لا يقتصر على صوتها فحسب، بل هو رسالتها أيضًا. حتى لمن لا يتحدثون العربية، ينقل صوتها إحساسًا عميقًا بالتعاطف—مع المستضعفين، ومع النساء والأطفال الذين يواجهون المحن، أغانيها جسور، تحمل ليس فقط الألحان، بل الحقائق أيضًا.
واليوم، تتعاون مع العائلة اللبنانية الرحبانية الشهيرة—وخاصة أسامة الرحباني—لتسحر جمهور عمّان. وقد أخذتها رحلتها كسفيرة للأغنية الأردنية إلى القارات، مقدمة عروضًا في تونس، والعراق، ولبنان، وفلسطين، وإيطاليا، وكندا، وفرنسا، وبلجيكا.
وتبوح قائلة: “ما لا أحتمله هو الجهل. أحاربه من خلال أغنياتي، وفي كل مرة أقف فيها على المسرح—في أي مكان في العالم—يكون ذلك شهادة على إيمان الناس بالسلام بدل الطغيان.”