حلة عائلة نزال تحت مستوى سطح البحر

الأحد, 14, سبتمبر, 2025

قبل أن تصبح الصحة والعافية صناعة عالمية، كانت عائلة واحدة قد جعلتها أسلوب حياة متكامل.

عائلة نزال، الاسم الذي صار مرادفًا للضيافة عبر الأردن وفلسطين، كانت بصمتها خفية لكنها مؤثرة في صناعة السياحة في المنطقة لأكثر من خمسة أجيال. من الشوارع المرصوفة في القدس إلى المنحدرات القرمزية في البتراء، كان حضورهم دائمًا مشبعًا بالدفء الشخصي، والفخر الثقافي، والسعي المستمر للتميز.

نشأ مايكل نزال، رئيس مجلس إدارة شركة فندق البحر الميت العلاجي ، محاطًا بإيقاعات الحياة الفندقية منذ طفولته.
يخبر أنوفيا مبتسمًا: “كطفل صغير، كنت أذهب إلى الفندق يوميًا وكأنني أحد أفراد الطاقم. أحيانًا أساعد في أعمال البلاط أو الصيانة، وأحيانًا أخرى أتسلل إلى المطبخ، مفتونًا بكيفية إعداد وتقديم الوجبات.”

هذا النشوء العملي لم يمنحه المعرفة فحسب، بل أشعل في قلبه شغفًا انتقل عبر الأجيال.

وقد قاد هذا الشغف العائلة في النهاية إلى حدود جريئة: الشواطئ القديمة المتلألئة للبحر الميت.

في عام 1990، اتخذوا قرارًا جريئًا ببناء أول فندق على البحر الميت، مخترقين أراضٍ غير مستكشفة، على ارتفاع 430 مترًا تحت سطح البحر. يوضح نزال: “كانت خطوة جريئة لكنها ضرورية. لم نتردد، درسنا الأرض بعناية، بحثنا عن أنسب موقع قرب الشاطئ، والتزمنا ببناء شيء يصمد أمام الزمن.”

وهكذا وُلد فندق البحر الميت العلاجي ، ليس كمنتجع تقليدي، بل كملاذ. بمعمار مستوحى من حياة القرى التقليدية ومسارات تتعرج بين الحدائق الغنّاء، يشعر الفندق وكأنه ذاكرة حية أكثر من كونه هيكلًا حديثًا. أعاد تعريف مفهوم العافية، ليس كرفاهية جافة، بل كشيء أساسي، حميم، ومتجذر في المكان.

تم تحويل القوة العلاجية لمياه البحر الميت وغناه بالمعادن والطين، التي احتُفي بها منذ عصر كليوباترا، إلى تجارب سبا متكاملة. بدأ الضيوف من جميع أنحاء العالم يتوافدون بحثًا عن الشفاء، والتجدد، والسكينة الفريدة التي يقدمها البحر الميت.

لكن روح الفندق كانت دائمًا أعمق من العلاجات. إنها تكمن في القصص، في ذكريات عائلة لم تتخلى عن بوصلة قيمها، وفي الممرات التي كان يسير فيها طفل فضولي أصبح اليوم الرجل الذي يقود مستقبل الفندق.

من القدس إلى عمان، ومن البتراء إلى البحر الميت، لم تبنِ عائلة نزال فنادق فحسب، بل بنت جسورًا عبر الزمن والمكان، موصلة بين التراث والضيافة الحديثة.

اليوم، يقف فندق البحر الميت العلاجي كصرح ليس فقط للرؤية والصمود، بل لما يحدث عندما يتحول الإرث الشخصي إلى كنز وطني.