زينب الكسواني

الأحد, 14, سبتمبر, 2025

 نسجت من خيوطها ملابس توازي الذهب

بخطوات واثقة وحس أنثوي مرهف، استطاعت مصممة الأزياء الأردنية زينب الكسواني أن تحجز لنفسها مكانة بارزة على مستوى العالم العربي. فهي لا تقدم مجرد أزياء، بل تصوغ هوية متجذّرة في التراث، وتحوّل القماش إلى قصص نابضة بالحياة. ومن ترتدي من تصاميمها، تنال ما تبحث عنه وأكثر.

 تصف زينب الأزياء التراثية بأنها كنوز تساوي الذهب، وتنصح كل امرأة بامتلاك قطعة مميزة في خزانتها، تعكس هويتها وتروي جذورها.

ولدت زينب في أسرة سعيدة وعاشت طفولة دافئة بين ثلاث شقيقات وأخوين في دولة الإمارات. لمس والدها شخصيتها القيادية منذ صغرها، فخصّها برعاية خاصة، وكان يوازن بين حزمها الفطري وحنانها الطبيعي. دللها والدها ودللها المجتمع من حولها، لكن القدر لم يكن سهلًا، إذ ترمّلت وهي في السادسة والعشرين من عمرها، تجربة قاسية زادت من صلابتها ومنحتها إرادة استثنائية.

بدأت علاقتها مع عالم الأزياء في سن الرابعة عشرة، عندما تعرّفت على الخياط الهندي الشهير “وزير”، الذي اشتهر بتصاميمه الفريدة لطبقة المجتمع المخملية وكان قريبًا من عائلتها. رآها ترسم التصاميم بخط يدها، فأدرك موهبتها وقرر أن يشجعها على تحويل أفكارها إلى أزياء حقيقية، فكان ينفّذ لها ما تبدعه بريشتها لتطل به في المناسبات. 

رحلات العائلة الصيفية إلى أوروبا كل صيف أضافت بدورها لمسات إبداعية إلى خيالها، لتصبح موهبة تصميم الأزياء العلامة الأبرز في شخصيتها، ولذلك تابعت دراستها الأكاديمية في هذا المجال، مؤمنة بأن التعليم هو البوصلة التي تصقل الموهبة لتصبح مهنة.

تؤمن زينب أن كل طفل يولد بموهبة، لكن يحتاج إلى من يكتشفها ويعززها. وهي نفسها مثال حيّ على أن الصعوبات تصقل الشخصية وتبني القوة الداخلية. وكما تقول: “الحياة مليئة بالمطبات، لكن الأمل وحده يمنحنا القدرة على الاستمرار، ومحبة الأهل ودعمهم هي الركيزة الأساسية للنجاح.”

ولزينب فلسفتها الخاصة في عالم التصميم، فهي ترى أن تصميم الأزياء ليس مهنة بل عشق يلامس الروح. تبدأ حكاية كل قطعة من اختيار القماش، ثم رسم التصميم على ورق الزبدة، فمرحلة التلّ، وصولًا إلى التطريز والشك، لتخرج قطعة فريدة تحمل بصمتها الخاصة.

كل قطعة لها هويتها الخاصة، وكل تصميم يمرّ من بين يدي أو تحت إشرافي المباشر. إنها رحلة جميلة وصعبة في آن، لكنها مليئة بالحب.”

اليوم، لا تُعرف زينب الكسواني فقط كأم وصاحبة مشروع ناجح، بل أيضًا كصديقة مرحة محبة للحياة، تمنح من حولها طاقة إيجابية ودفئًا إنسانيًا. إنها قصة امرأة حولت الخيط إلى ذهب، والتحدي إلى إبداع، لتصبح إحدى الأسماء المضيئة في عالم الأزياء العربية.

ولأنها تؤمن بأن التراث الأردني رسالة عالمية، تشارك زينب بانتظام في عروض أزياء محلية وعربية، مقدمة تصاميم تمزج بين الأصالة والحداثة، وتضع الهوية الأردنية على منصات الموضة.